تعد رياضة صيد الصقور من الرياضات التراثية في منطقة الخليج وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، إذ مارسها شعب الإمارات منذ سنوات طويلة ، وهي من الرياضات العربية الأصل والتي انتشرت فيما بعد لدول أخرى أجنبية ، واستخدمها العربي القديم لصيد غذائه من الطيور ، كما ذكر الشعراء العرب الصقور ونسجوا لهم الأبيات رمزا للقوة والشموخ .

احترف شعب الإمارات العربية المتحدة رياضة صيد الصقور منذ مئات السنين ، وكانت امارة أبوظبي أكثر الإمارات براعة في تربية وتدريب الصقور وترويضها ، وقد توراثتها الأسر جيل بعد جيل ، كما انفردوا بطريق خاصة بهم في التدريب مما جعلهم في الصدارة دائما في هذه الرياضة التراثية .

أما في العصر الحديث فقد أولت الإمارات رياضة صيد الصقور اهتماما كبيرا ، وكان من أوائل المهتمين بها سمو الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله الذي قال إن الصيد بالصقور رياضة مهمة ، ووسيلة من وسائل تعلم الصبر والجلد والقوة ، كما أنها تعتبر لونا من ألوان التغلب على الخصم بالذكاء والقوة، ثم اكمل مسيرته سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والذي اهتمام اهتماما كبيرا بهذه الرياضة وحرص على ممارستها وحضور مواسم الصيد السنوية بالدولة .

يبدأ موسم الصيد في الإمارات ودول الخليج في فصل الخريف ، مع قدوم الطيور المهاجرة ووصولها للمنطقة ، وذلك في نهاية شهر سبتمبر ، وأوائل أكتوبر ، ويستمر المسوم حتى بداية الربيع في شهر مارس من كل عام ، ومع بداية ارتفاع درجات الحرارة بالمنطقة ، أما عن بداية الموسم عند الصقارون المتخصصون والذين يعرفونه مع بزوغ نجم سهيل ، وبداية التحول في المناخ حيث تبدأ درجات الحرارة في الإنخفاض ، وبداية اخضرار النباتات الصحراوية ، وانخفاض درجة حرارة المياه ، ومعها تبدأ أسراب الطيور البرية والبحرية المهاجرة في الوصول لشواطئ الخليج العربي الدافئة هربا من مواطنها الباردة ، والتي يطلق عليها في الإمرات باللفو ، أما هجرة الطيور في طريق منطقة الاشتاء وعودتها لمواطن تكاثرها فتعرف بالعبور .

ويقوم الصقارون العرب بصيد تلك الطيور العابرة للجنوب في شبه الجزيرة العربية باستخدام صقورهم المدربة مع بداية الشتاء ، واستخدام الصقور المدربة التي تم ترويضها ، والتي اكتسبت مهارة وخبرة . يستطيع المدرب الماهر تدريب أثنين من الصقور الحر أو الشاهين كل موسم ، ويذكر أن كل شاهين يحتاج لوقت يقدر ب30 أو 40 يوم تقريبا حتى يستطيع بعدها معرفة مدربه ، وسماع ندائه ، وتنفيذ أوامره ، وتختلف الصقور في طباعها وطريقتها في الصيد ، إذ لكل منهم طريقته في قنص فريسته ، إذ أن بعض الصقور تحت مهاجمة الطرائد في الجو ، وتبرع في مناروتها خلال التحليق في الجو ، وتستمر في اجهاد الفريسة حتى تنتهز الفرصة وتقتنصها ، والنوع الآخر يقوم بمهاجمة ومطاردة الفريسة من أعلى لأسفل حتى ينقض عليها وهي على الأرض ، وهناك صقور تهاب مهاجمة الفريسة على الأرض حتى لا تقوم بعض أرجله مثل طيور الحباري ، أو أن تقذف الصقر بسوائلها اللزج و المعروف عند الصقارة بالطمل .

Advertisement


H