تحتل الجمال أو الإبل مكانة مميزة في تاريخ وتراث العرب، وهي مكانة تعود إلى آلاف السنين، حيث اعتبر الجمل رفيق البدوي في حياته وحله وترحاله، لما حباه به الله من قدرة على الحياة في الصحراء، والتكيف مع طبيعتها القاسية، بما فيها من الحر الشديد وندرة المياه والشمس المحرقة، حتى عرف في التاريخ باسم «سفينة الصحراء»، إضافة إلى قدرته على الحياة في المناطق الجبلية حيث الطقس البارد.
وتعود علاقة الجمل بالإنسان إلى ما يقرب من 1800 سنة، فهو من أقدم الحيوانات التي استأنسها الإنسان، واستطاع أن يسخره لخدمته في حمل الأثقال ونقلها من مكان إلى مكان، وكوسيلة مواصلات، فالجمل يستطيع أن يحمل من 250 إلى 300 كيلوغرام، وأن ينهض من مكانه وهو يحمل هذه الحمولة.
أيضا حباه الله بخاصية فريدة لا تتوافر لدى غيره من الحيوانات، وهي مقدرته على تحمُّل العطش، وبينما يفسر البعض هذه الخاصية بأن الجمل من الحيوانات التي تختزن الطعام الذي تأكله، وتعود لاجتراره عندما تشعر بالجوع، ومضغه مرة أخرى، وهو ما يفسر قدرته على تحمل الجوع والعطش أيضاً. في المقابل، ينكر البعض هذه النظرية، مرجعاً سر قدرة الجمل على تحمل العطش إلى أنه لا يعرق، وبالتالي لا يفرز الكثير من الماء، وفقاً لهذه النظرية، لأن درجة حرارة جسمه تراوح بين 41 و46 درجة، بينما درجة حرارة جسم الإنسان تبلغ 37 درجة، وحتى يعرق الجسم يحتاج إلى جو درجة حرارته تزيد على هذه الدرجة، وبالتالي يحتاج الجمل إلى درجات حرارة عالية حتى يعرق. نظرية أخرى في هذا الشأن، نشرتها مجلة العربي، يرى أصحابها أن الجمل يقوم بشرب كمية كبيرة من الماء عند شعوره بالعطش تصل إلى 180 لتراً، فينتفخ جسمه كما تنتفخ كريات دمه وتصبح كروية دون أن تنفجر، على عكس سائر الكائنات، كما يتميز جسمه بأنه لا يفرز اليوريا (البولينا) ضمن ما يفرز من بول، بل يعاد بناؤها من جديد لتتحول إلى بروتينات بفعل بكتريا خاصة موجودة في معدة الجمل.
وعند العودة إلى جذور العلاقة بين الإبل والإنسان، نجد أن نشأة فصيلة الجمال كانت في أميركا الشمالية وليس في آسيا، على عكس الاعتقاد السائد، وكان ذلك منذ نحو 40 مليون سنة، وفقاً لما تذكره موسوعة «المأمورة» الصادرة عن الأرشيف الوطني، وتعد أكبر موسوعة عربية عن الأبل، وانتشرت الجمال إلى أميركا الجنوبية عند نهاية العصر البليستوسين، أي منذ نحو مليون سنة، وكذلك إلى آسيا عن طريق برزخ بري كان يصل أميركا الشمالية بآسيا في عصور ما قبل التاريخ.
من جهة أخرى، تطلب انتقال الإنسان من حياة الصيد إلى الزراعة والرعي، 800 - 600 قبل الميلاد، استئناس بعض الحيوانات للانتفاع منها، وكان ذلك في مناطق ثلاث هي: جنوب شرق آسيا، وأميركا الجنوبية، والمنطقة الثالثة هي إيران والبلاد العربية ومناطق الشرق الأدنى، حيث استؤنست الأبقار والضأن والماعز والجمال وحيوانات الفصيلة الخيلية.
وقد عثر المنقبون على نقش لجمل على ظهره راكب في خرائب تل حلف في العراق، وآخر وجدوه في مدينة جبيل الأثرية في لبنان، وهذا يدل على أن العرب ومنطقة شبه الجزيرة العربية عرفت الإبل منذ القدم، حيث تم استخدامها للركوب وحمل الأثقال، بإضافة إلى الانتفاع بلحمها ولبنها وأوبارها. ويراوح تعداد الجمال في العالم بين 16.5 و18 مليون رأس من الجمال وحيدة السنام (الجمل العربي)، وتتوزع هذه الفصيلة من الجمال في الهند والمنطقة العربية وشمال إفريقيا، حيث تملك الدول العربية ثلثي تعدادها العالمي معظمها في الصومال والسودان وموريتانيا، لكن أعدادها في تناقص، لاسيما في سورية والسعودية والعراق والجزائر وليبيا، بسبب عدم استخدامها، أخيراً، كوسيلة نقل، وهجرة معظم مربيها للمعمورة.
وتتميز الأبل بطباع معينة يعرفها كل من يتعامل معها، فهي تميل إلى العيش وسط قطعان من نفس فصيلتها، وإذا انفرد بعضها عن القطيع فإن همه الأول يكون في العودة إليه مرة أخرى، ولما عرف العربي هذه الحقيقة، عمد إلى تقييد كبير الإبل في موضع محدد ليجعل القطيع كله يرعى بالقرب منه فلا يشذ منه فرد. كما تعد الإبل من الحيوانات الجبانة، فعلى الرغم من كبر حجمها، لكنها تخاف من أصغر الحيوانات، وإذا ما ظهر حيوان مفترس أو سرب جراد بالقرب منها بغتة أسلمت قوائمها للريح وتبعها القطيع كله. ولعل من أشهر الطباع التي عرفت عن الجمل هو الحقد، فهو يضغن العداوة في القلب ويتربص الفرصة، وإذا تمكن من المسيء إليه أخذه بأسنانه وضرب به الأرض ورفصه وأماته. في المقابل، هو شديد الحنو على صغاره.
وتعود علاقة الجمل بالإنسان إلى ما يقرب من 1800 سنة، فهو من أقدم الحيوانات التي استأنسها الإنسان، واستطاع أن يسخره لخدمته في حمل الأثقال ونقلها من مكان إلى مكان، وكوسيلة مواصلات، فالجمل يستطيع أن يحمل من 250 إلى 300 كيلوغرام، وأن ينهض من مكانه وهو يحمل هذه الحمولة.
أيضا حباه الله بخاصية فريدة لا تتوافر لدى غيره من الحيوانات، وهي مقدرته على تحمُّل العطش، وبينما يفسر البعض هذه الخاصية بأن الجمل من الحيوانات التي تختزن الطعام الذي تأكله، وتعود لاجتراره عندما تشعر بالجوع، ومضغه مرة أخرى، وهو ما يفسر قدرته على تحمل الجوع والعطش أيضاً. في المقابل، ينكر البعض هذه النظرية، مرجعاً سر قدرة الجمل على تحمل العطش إلى أنه لا يعرق، وبالتالي لا يفرز الكثير من الماء، وفقاً لهذه النظرية، لأن درجة حرارة جسمه تراوح بين 41 و46 درجة، بينما درجة حرارة جسم الإنسان تبلغ 37 درجة، وحتى يعرق الجسم يحتاج إلى جو درجة حرارته تزيد على هذه الدرجة، وبالتالي يحتاج الجمل إلى درجات حرارة عالية حتى يعرق. نظرية أخرى في هذا الشأن، نشرتها مجلة العربي، يرى أصحابها أن الجمل يقوم بشرب كمية كبيرة من الماء عند شعوره بالعطش تصل إلى 180 لتراً، فينتفخ جسمه كما تنتفخ كريات دمه وتصبح كروية دون أن تنفجر، على عكس سائر الكائنات، كما يتميز جسمه بأنه لا يفرز اليوريا (البولينا) ضمن ما يفرز من بول، بل يعاد بناؤها من جديد لتتحول إلى بروتينات بفعل بكتريا خاصة موجودة في معدة الجمل.
وعند العودة إلى جذور العلاقة بين الإبل والإنسان، نجد أن نشأة فصيلة الجمال كانت في أميركا الشمالية وليس في آسيا، على عكس الاعتقاد السائد، وكان ذلك منذ نحو 40 مليون سنة، وفقاً لما تذكره موسوعة «المأمورة» الصادرة عن الأرشيف الوطني، وتعد أكبر موسوعة عربية عن الأبل، وانتشرت الجمال إلى أميركا الجنوبية عند نهاية العصر البليستوسين، أي منذ نحو مليون سنة، وكذلك إلى آسيا عن طريق برزخ بري كان يصل أميركا الشمالية بآسيا في عصور ما قبل التاريخ.
من جهة أخرى، تطلب انتقال الإنسان من حياة الصيد إلى الزراعة والرعي، 800 - 600 قبل الميلاد، استئناس بعض الحيوانات للانتفاع منها، وكان ذلك في مناطق ثلاث هي: جنوب شرق آسيا، وأميركا الجنوبية، والمنطقة الثالثة هي إيران والبلاد العربية ومناطق الشرق الأدنى، حيث استؤنست الأبقار والضأن والماعز والجمال وحيوانات الفصيلة الخيلية.
وقد عثر المنقبون على نقش لجمل على ظهره راكب في خرائب تل حلف في العراق، وآخر وجدوه في مدينة جبيل الأثرية في لبنان، وهذا يدل على أن العرب ومنطقة شبه الجزيرة العربية عرفت الإبل منذ القدم، حيث تم استخدامها للركوب وحمل الأثقال، بإضافة إلى الانتفاع بلحمها ولبنها وأوبارها. ويراوح تعداد الجمال في العالم بين 16.5 و18 مليون رأس من الجمال وحيدة السنام (الجمل العربي)، وتتوزع هذه الفصيلة من الجمال في الهند والمنطقة العربية وشمال إفريقيا، حيث تملك الدول العربية ثلثي تعدادها العالمي معظمها في الصومال والسودان وموريتانيا، لكن أعدادها في تناقص، لاسيما في سورية والسعودية والعراق والجزائر وليبيا، بسبب عدم استخدامها، أخيراً، كوسيلة نقل، وهجرة معظم مربيها للمعمورة.
وتتميز الأبل بطباع معينة يعرفها كل من يتعامل معها، فهي تميل إلى العيش وسط قطعان من نفس فصيلتها، وإذا انفرد بعضها عن القطيع فإن همه الأول يكون في العودة إليه مرة أخرى، ولما عرف العربي هذه الحقيقة، عمد إلى تقييد كبير الإبل في موضع محدد ليجعل القطيع كله يرعى بالقرب منه فلا يشذ منه فرد. كما تعد الإبل من الحيوانات الجبانة، فعلى الرغم من كبر حجمها، لكنها تخاف من أصغر الحيوانات، وإذا ما ظهر حيوان مفترس أو سرب جراد بالقرب منها بغتة أسلمت قوائمها للريح وتبعها القطيع كله. ولعل من أشهر الطباع التي عرفت عن الجمل هو الحقد، فهو يضغن العداوة في القلب ويتربص الفرصة، وإذا تمكن من المسيء إليه أخذه بأسنانه وضرب به الأرض ورفصه وأماته. في المقابل، هو شديد الحنو على صغاره.