كانت المرأة الإماراتية مصدر إنتاج وابتكار لكل ما قد تحتاج إليه الأسرة من طعام أو شراب أو حتى لباس، إذ تمكنت بإداراتها من ممارسة الكثير من النشاطات المنزلية وصناعة العديد من المشغولات اليدوية، التي باتت تقاوم الاندثار في الوقت الحالي، لاسيما في وجود ما ينافسها من المنتجات والسلع المصنوعة آلياً.

وتعد التلي من الأعمال المهمة، التي لا تخلو الملابس النسائية منها، خصوصاً أنها تستخدم في التزيين، إذ تتم صناعة التلي بواسطة ست بكرات من الخيوط المعروفة بـ«الهدوب» الملونة حسب الرغبة، وتجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبّت بإبرة صغيرة على المخدة المعروفة قديماً باسم «الكاجوجة»، التي يثبت عليها طرف البكرة من خوص التلي.

التلي شريط مطرز منسوج من خيوط قطنية ممزوجة مع الشرائط الذهبية أو الفضية والتي تمتاز باللمعان، ويستخدم التلي غالباً في تزيين أكمام وياقات الأثواب والسراويل النسائية. وتستخدم المرأة في نسج التلي «الكاجوجة»، وهي وسادة مستندة على قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وغالباً ما تستغرق صناعة التلي بين شهرين وستة أشهر.

تعد صناعة التلي واحدة من أعرق صناعات التطريز في الإمارات، كونها جزءاً مهماً من التراث الشعبي والموروث الحقيقي للمجتمع، كونها فناً في المقام الأول ومهنة متوارثة عبر الأجيال، وتدخل عمليات حسابية في صناعة التلي، وهي حسابات معقدة لا يتقنها إلا من امتهن الصناعة، واكتسب خبرات متراكمة عبر السنوات.

وهناك أنواع متنوعة تناقلتها الاجيال لتطريز التلي، منها تلي بو فص، وتلي التعاون، وعادة ما يكون بطريقة عمل التلي التقليدي نفسها، على أن يكون في تشكيله كل مترين من التلي بلون واحد من ألوان الخوص، مع توحيد اللون على الجانبين لكل الأمتار، ومن أهم الأشكال المطلوبة التي تلقى رواجاً في المنطقة تلي الشطرنج، وتلي بوجنب.

Advertisement


H