جميرا الأثرية والواقعة على بحر الخليج العربي كانت من ضمن نطاق هذه الإمبراطورية، لتشهد على صباها وكهولتها رغم غياب هذا الأمر عن الذكر حتى عام 1969م واكتشاف هذا الأثر الثمين الذي توالى الفحص والتنقيب فيه عبر عقود، وإخراج ما بها من أوانٍ فخارية ونقود معدنية، وضعت كلها في متحف دبي المطل على الخور في منطقة الفهيدي، ومتحف دبي هو في الأصل قلعة الفهيدي التي بنيت عام 1799م لأغراض الحكم وحماية المدينة، والتي تحولت بعد ترميمها عام 1971م إلى متحف دبي.

كشفت آثار موقع جميرا الستار على زمنها العائد إلى ما بين القرن التاسع والحادي عشر الميلادي والعصور الإسلامية المتأخرة، هذه القرون التي كانت للدولة العباسية عنوانًا للاتساع والقوة لتصنع حضارتها، مما ساهم على عودة الانتعاش لسواحل الخليج العربي في تجارتها وإبحارها منذ عهودها التجارية الأقدم، وتقدم لنا هذه الآثار الدليل على منازل وسوق ومسجد وحياة تعود إلى قرون بدلالات ثبتت أنها من العصر العباسي والعصور الإسلامية المتأخرة.

جميرا الأثرية الإسلامية
جميرا الآن، هذه المنطقة الطولية الواقعة في جنوب غرب مدينة دبي ارتبطت بحضارة عمان وكانت جميرا الأثرية من ضمن الأراضي (الماجانية) وتاريخها القديم، وهذه الآثار تشهد اليوم على امتداد هذا التاريخ الطويل خاصة في تلك الفترة التي كانت ضمن نطاق الدولة العباسية الإسلامية. ومهما كان غائبًا، فإن هذه الآثار وضّحت مدى ازدهار موقع جميرا، بالمكان الجاذب حوله وبموقعه الوسيط، ونكتشف من خلال هذه الآثار كيف بنيت جميرا القديمة من بيوت سكنية وسوق تجاري ومسجد، و«خان» لاستقبال النزلاء، ليبقى هذا الميناء مستمرًا في ازدهاره التجاري في فترة الدولة العباسية من عاصمتها بغداد، إلى معظم أجزائها.

النقوش والفنون
وجد فريق البحث الأثري في هذا الموقع الفريد الكثير من الفنون المعمارية السائدة والمنتشرة في العصر العباسي، وهي زخارف جصية هندسية ونباتية تعبر عن شرقية المكان، كانت تزين واجهات المباني وعلى بنية وهيكل الأقواس في واجهات المساكن ونوافذها وأبوابها وجدرانها، هذه الواجهات الفنية تمنحنا صورة المكان وأهميته واستقراره وثراء السكان، وعلى المستوى التجاري للمكان فالفنون دليل الأمان والرخاء

Advertisement


H